ما يزال معظم الأفراد من ذوي الإعاقة في قطاع غزة يواجهون تحديات تحول دون ممارسة أنشطتهم وحياتهم بشكل طبيعي، فما بين العنف المجتمعي والنفسي والاقتصادي، تتضاعف معاناتهم مع الحصار المطبق وتواجد غالبيتهم في تجمعات يسودها الفقر والمعاناة. فحياة محمود لا تختلف كثيراً عن معظم الأفراد ذوي الإعاقة في قطاع غزة، فقد ولد بإعاقة في يده تسببت في عدم قدرته على تحريكها واستخدامها بشكل طبيعي، وبسبب ذلك ترك مقاعد الدراسة في سن مبكرة واستمر بالبحث عن عمل يلائم قدراته ولكن محاولاته بائت بالفشل، وبالرغم من ذلك لم ييأس ومازال يأمل بإيجاد فرصة عمل مناسبة يستطيع من خلالها الإنفاق على والدته وشقيقته التي تعاني أيضا من إعاقة بصرية. يطمح محمود بتحسن الوضع المادي لعائلته التي تكافح من أجل إيجاد قوت يومهم، حيث انهم لا يمتلكون أي مصدر دخل سوى مساعدة جمعية دار المعاقين الخيرية وما تقدمه وزارة الشئون الاجتماعية كل أربعة أشهر، التي بالكاد توفر سعر الدواء لوالدة محمود التي تعاني من العديد من الأمراض المزمنة والتي تتطلب متابعة صحية وفحوصات دورية. تفاقمت معاناة الأسرة بعد وفاة والد محمود وتركهم وهم أطفال بدون أي دخل يعانون الفقر والاعاقة، ولكن بفضل المساعدات المستمرة التي تقدمها جمعية دار المعاقين الخيرية يستطيع محمود وعائلته توفير احتياجاتهم الضرورية والعيش بكرامة.