إن التأقلم على العيش بإعاقة بصرية ليس بالأمر السهل، لكنني استطعت التغلب على جميع التحديات والصعوبات والتكييف مع الواقع بإرادة قوية وعزيمة فولاذية، انا محمد وابلغ من العمر ثمانية عشر عاماً من الصمود أمام إعاقة بصرية كاملة منذ الولادة، فبالرغم من أنه قد يطلق علىَ أنني من ذوي الاحتياجات الخاصة الا أنني استطعت تحقيق ما لم يستطيع الكثير من الأشخاص الأصحاء الوصول اليه، فقد حصلت على معدل 96.7% في الثانوية العامة، الأول على المعاقين بصرياً في قطاع غزة، والتحقت بكلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية وحصلت على منحة دراسية تغطي 70% من الرسوم الجامعية. وحيث أن والدي لا يستطيع توفير باقي الرسوم الجامعية، استطعت أن ادخر القليل من المال اللازم للالتحاق بالجامعة والتسجيل للفصل الدراسي الحالي. فوالدي سائق أجرة يعمل على سيارة قام بشرائها مؤخرا ويقوم بسداد أقساطها شهرياً، وهو أيضا يقوم بدفع ايجار المنزل الذي نعيش فيه، وبسبب كل هذه الأعباء المالية فهو غير قادر على توفير الرسوم الجامعة لي ولشقيقي اللذين يدرسان في كلية الهندسة، فقد اضطرا على تأجيل الفصل الحالي بسبب عدم قدرة والدي على توفير الرسوم الجامعية. وبرغم ظروف والدي المادية الصعبة ودأبه المستمر على العمل وتوفير احتياجاتنا الضرورية، الا أنه يصر على أن نكمل دراستنا الجامعية والحصول على الشهادة الجامعية التي تؤهلنا للحصول على مستقبل أفضل. تقوم جمعية دار المعاقين الخيرية بإيصالي للجامعة وارجاعي للمنزل ضمن برنامج نقل المعاقين، ولكن حالياً بسبب تفشي فايروس كورونا والإغلاق التام لمعظم مرافق الحياة التي تشمل الجامعات، فنحن نستكمل الفصل الدراسي عن بعد من خلال التعليم الإلكتروني، ولذلك قامت حافلات جمعية دار المعاقين بإيصال كتب برايل (Braille Books) للمنزل حتى أتمكن من متابعة دراستي.